أقول: ومما جاء بالتشديد قول الشاعر: وإن لسانى شهدة يشتفى بها ... وهو على من صبه الله علقم وهاك كلمة لصاحب اللسان فى هذا الصدد قال: «قال الكسائى: هو، أصله أن يكون على ثلاثة أحرف مثل أنت، فيقال: هو فعل ذلك، ومن العرب من يخففه فيقول: هو فعل ذلك، وحكى الكسائى عن بنى أسد وتميم وقيس. هو فعل ذلك، باسكان الواو، وأنشد لعبيد: وركضك لولا هو لقيت الذى لقوا ... فأصبحت قد جاوزت قوما أعاديا وقال الكسائى: بعضهم يلقى الواو من هو إذا كان قبلها ألف ساكنة فيقول: حتاه فعل ذلك وإنماه فعل ذلك، قال: وأنشد أبو خالد الأسدى: * إذاه لم يؤذن له لم ينبس* قال: وأنشدنى خشاف: إذاه سام الخسف آلى بقسم ... بالله لا يأخذ إلا ما احتكم قال: وأنشدنا أبو مجالد للعجير السلولى: فبيناه يشرى رحله قال قائل ... لمن جمل رث المتاع نجيب وقال ابن جنى: إنما ذلك لضرورة فى الشعر، وللتشبيه للضمير المنفصل بالضمير المتصل فى عصاه وقناه، ولم يقيد الجوهرى حذف الواو من هو بقوله إذا كان قبلها ألف ساكنة، بل قال: وربما حذفت من هو الواو فى ضرورة الشعر، وأورد قول الشاعر: فبيناه يشرى رحله، وكذلك الياء من هى، وأنشد: «دار لسعدى إذه من هواكا» اه- لسان العرب ج ٢٠: ص ٣٦٦. (١) الهاء فى فيه تعود على قوله فى بيت قبله: وجحفل كبهيم الليل منتجع ... أرض العدو ببؤس بعد إنعام ودرع سابغة: تامة طويلة، ودرع جدلاء: محكمة، والسرد: نسج الدرع، وسلام: يعنى سليمان بن داود عليهما السلام- وإنما أراد داود- وكان يصنع الدروع، قال تعالى فيه: «وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ» وقال «وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ» واللبوس: الدرع، والبيت من قصيدة للحطيئة فى مدح أبى موسى الأشعرى- انظر ديوان الحطيئة ص ٣٦. (٢) هو شطر بيت من قصيدة للنابغة الذبيانى، قالها فى وقعة غزو عمرو بن الحرث الأصغر الغسانى لبنى مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان- انظر ديوان النابغة ص ٩١ - والبيت: وكل صموت نثلة تبعية ... ونسج سليم كل قضاء ذائل والصموت كصبور: الدرع الثقيلة، والنثلة بالفتح: الدرع الواسعة، وتبعية نسبة إلى تبع، وسليم: أى سليمان، يريد داود كما تقدم، والقضاء: الدرع المحكمة، ودرع ذائل وذائلة ومذالة بضم الميم: طويلة.