(٢) يعنى بذلك جده العباس بن عبد المطلب، وما كان منه فى بيعة العقبة الثانية، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (قبل هجرته من مكة) كان قد تواعد مع أنصاره من أهل المدينة الذين استجابوا لدعوته (فى موسم الحج) أن يجتمع بهم عند العقبة ليلا خفية من قريش، ووافاهم هناك ومعه عمه العباس، وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له، فلما جلس كان أول متكلم العباس، فقال: يا معشر الخزرج- وكانت العرب إنما يسمون هذا الحى من الأنصار الخزرج، خزرجها وأوسها- إن محمدا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو فى عز من قومه ومنعة فى بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، وما نعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم، فمن الآن فدعوه، فإنه فى عز ومنعة من قومه وبلده ... الخ- انظر تاريخ الطبرى ٢: ٢٣٨، وسيرة ابن هشام ١: ٢٦٦. (٣) يعنى ما كان من العباس فى غزوة أحد، وذلك أن جيش المشركين كان قد خرج من مكة لمحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم- انتقاما لما أصابهم يوم بدر- حتى نزلوا مقابل المدينة، وبلغ الخبر رسول الله من كتاب بعث به إليه عمه العباس مع رجل استأجره لذلك ولم يخرج معهم فى هذه الحرب، محتحا بما أصابه يوم بدر ولم يساعدهم بشىء (وقد قدمنا فى ص ٨٧ من الجزء الثالث أنه كان خرج مع المشركين يوم بدر وأسر وأخذ رسول الله منه الفدية) وكان بمكة يكتب إلى رسول الله بأخبار المشركين، وقيل: إنه كان قد أسلم قبل الهجرة، وكان يكتم إسلامه- انظر أسد الغابة ٣: ١١٠ والسيرة الحلبية ٢: ٢٣٠.