أى لأجله: وميز الشىء: فصل بعضه من بعض، والمعنى انه أفرد المؤلفة قلوبهم بفضل من العطاء امتازوا به على من سواهم. (١) لا. بل قد اختلفوا فى هذه الشجرة، فالأكثرون قالوا: إنها شجرة الزقوم المذكورة فى القرآن فى قوله: «إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ. طَعامُ الْأَثِيمِ» وقوله: «أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ. إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ. إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ. طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ. فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ» والمراد بلعنها لعن طاعمها على الإسناد المجازى، وكل أبو جهل لما سمع بذكرها قال: يزعم محمد أن نار جهنم تحرق الحجارة حيث قال «وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ» * ثم يقول بأن فى النار شجرا، والنار تأكل الشجر، فكيف يولد فيها! . وقال ابن عباس: الشجرة بنو أمية، يعنى الحكم بن أبى العاص قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام أن ولد الحكم يتداولون منبره (وسيرد ذكر هذه الرؤيا فى تلك الرسالة بعد) فقص رؤياه على أبى بكر وعمر وقد خلا فى بيته معهما، فلما تفرقوا سمع رسول الله الحكم يخبر برؤيا رسول الله، فاشتد ذلك عليه، واتهم عمر بإفشاء سرة، ثم ظهر أن الحكم كان يتسمع إليهم، فنفاه رسول الله ولعنه، قال الواحدى: هذه القصة كانت بالمدينة، والسورة مكية، فيبعد هذا التفسير، إلا أن يقال: هذه الآية مدنية، ولم يقل به أحد، ومما يؤكد هذا التأويل قول عائشة رضى الله عنها لمروان بن الحكم: أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله لعن أباك وأنت فى صلبه، فأنت فضض من لعنة الله (وفضض كجبل: أى قطعة) وروى عن عائشة أيضا أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبيك وجدك: إنكم الشجرة الملعونة فى القرآن- انظر تفسير الفخر الرازى، مفاتيح الغيب ٥: ٦٠٩ وروح المعانى للآلوسى ٤: ٥٤٦ وغيرهما من التفاسير. (٢) وجاء فى مخاصمة بين الحسن بن على رضى الله عنه وبين معاوية أن الحسن قال له: «وأنشدك الله يا معاوية، أتذكر يوم جاء أبوك على جمل أحمر، وأنت تسوقه، وأخوك عتبة هذا يقوده، فرآكم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: «اللهم العن الراكب والقائد والسائق» - انظر شرح ابن أبى الحديد م ٢: ص ١٠١.