(١) يعنى الحسن والحسين عليهما السلام، قال صلى الله عليه وآله: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» (أسد الغابة ٢: ١١). (٢) كان عقبة بن أبى معيط أبان بن أبى عمرو وذكوان بن أمية بن عبد شمس من أشد المستهزئين برسول الله المؤذين له (وأخباره فى ذلك مشهورة فراجعها فى كتب السيرة) وكان من أسرى المشركين يوم بدر فقتله رسول الله صبرا، فقال له عقبة كالمستعطف له: من للصبية يا محمد؟ قال: النار (سيرة ابن هشام ١: ٣٩٣). قال ابن أبى الحديد: ولم يعلم الراوندى ما المراد بهذه الكلمة فقال: صبية النار أولاد مروان بن الحكم الذين صاروا من أهل النار عند البلوغ، ولما أخبر النبى صلى الله عليه وآله عنهم بهذه الكلمة كانوا صبية ثم ترعرعوا واختاروا الكفر، ولا شبهة أن الراوندى قد كان يفسر من خاطره فمهما خطر له قال: اه»، وأقول: إن ما ذكره الراوندى خطأ فاحش، وتفصيل القول فى ذلك أن الحكم بن أبى العاص (أبا مروان) كان قد قدم المدينة بعد الفتح- وكان قد أسلم يوم الفتح سنة ثمان للهجرة- فأخرجه رسول الله إلى الطائف، وقال له: «لا تساكننى فى بلد أبدا» لو قيعته فيه (قيل: كان يتسمع سر رسول الله ويطلع عليه من باب بيته، وهو الذى أراد رسول الله أن يفقأ عينه بمدرى فى يده لما اطلع عليه من الباب وقيل كان يحكى رسول الله فى مشيته وبعض حركاته، وكان النبى عليه الصلاة والسلام يتكفأ فى مشيته) فطرده رسول الله ولعنه وأبعده حتى صار مشهورا بأنه طريد رسول الله، ولم ير ابنه مروان رسول الله لأنه خرج إلى الطائف طفلا لا يعقل لما نفى النبى أباه- وقد ولد بمكة سنة اثنتين للهجرة- وقيل إنه ولد بالطائف إبان نفى أبيه بها «انظر أسد الغابة ج ٢: ص ٣٤ وج ٤: ص ٣٤٨» فكيف يقول الراوندى: «ولما أخبر النبى عن أولاد مروان بهذه الكلمة كانوا صبية» مع أن أباهم مروان نفسه كان على عهد الرسول صبيا، على أن أولاده لما ترعرعوا لم يختاروا الكفر كما يقول، وهو واضح ظاهر. وذكر الجاحظ أن عبد الملك بن مروان كان عابد قريش قبل أن يستخلف، ورعا وزهدا «العقد الفريد ٣: ٨». (نعم روى عنه عليه الصلاة والسلام أنه مر به الحكم بن أبى العاص فقال: ويل لأمتى مما فى صلب هذا) وذكر الأستاذ الشيخ محمد عبده فى تفسيره ما ذكره الراوندى فقال: «وصبية النار قليل هم أولاد مروان بن الحكم، أخبر النبى عنهم وهم صبيان بأنهم من أهل النار، ومرقوا من الدين فى كبرهم اه» (وتابعه أيضا شارح نهاية الأرب) وقد بينا فساده. (٣) يعنى فاطمة عليها السلام، جاء فى الإصابة ج ٨: ص ١٥٨ (عن أبى هريرة مرفوعا: خير نساء العالمين أربع: مريم وآسية وخديجة وفاطمة) (وآسية هى امرأة فرعون، نزل فيها وفى مريم قوله تعالى: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ