للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهم ابنة (١) شعيب النبى صلى الله عليه وسلم، إذ رمت بالظن غرض اليقين، تفرّسا فى النجىّ (٢) المصطفى بالرسالة، فحقّ لها فيه الرجاء، وزالت شبهة الشك بالاختبار، وقبلها العزيز (٣) فى يوسف، ثم الصّديق (٤) فى الفاروق رحمة الله عليهما، وأمير المؤمنين فى الحجاج، وما حسد الشيطان يا أمير المؤمنين خاملا، ولا شرف بغير سجافكم (٥)، غبطة (٦) يا أمير المؤمنين الرّجيم أدبر منها، وله غواة ومرساة (٧)، وقد قلّت


(١) هى صفوراء بنت شعيب زوج موسى عليهما السلام، يعنى أنها أشارت على أبيها أن يستأجر موسى قال تعالى فى شأن موسى معها: «وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ، وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ، قالَ ما خَطْبُكُما، قالَتا- لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ، فَقالَ: رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ، قالَتْ: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا، فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، قالَتْ إِحْداهُما: يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ، قالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ، فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ، سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ».
(٢) أى فى موسى الذى ناجاه الله.
(٣) هو قطفير العزيز الذى كان على خزائن مصر يشير إلى ما كان من امرأته زليخا إذ راودت يوسف عن نفسه فأبى. فاتهمته بأنه أراد بها سوءا، فسجن ثم حصحص الحق وظهرت براءته، فجعله الملك على خزائن أرضه، والقصة مشهورة، ويقال إن قدوم يوسف عليه السلام مصر كان فى عهد الأسرة السادسة عشرة مدة حكم الملوك الرعاة. ويقول المفسرون إن ملك مصر يومئذ كان الريان بن الوليد العمليقى.
(٤) يشير إلى اختيار أبى بكر لعمر رضى الله عنهما لتولى الخلافة قبل موته.
(٥) السجاف بالكسر والسجف بالفتح والكسر: الستر، والمعنى ولا شرف الخامل دون أن يكون فى كنفكم ويستظل بظلكم.
(٦) الغبطة: حسن الحال والمسرة.
(٧) المرساة: أنجر السفينة الذى ترسى به، وهو أنجر ضخم (خشبات يفرغ بينها الرصاص المذاب فتصير كصخرة) يشد بالحبال ويرسل فى الماء فيمسك السفينة ويرسيها حتى لا تسير، كنى بذلك عن شدة تمكن الشيطان من أوليائه أولئك الذين يدسون له عند الخليفة ويكيدون له.

<<  <  ج: ص:  >  >>