والمهمل في عمله والمقصر فيه مفسد غير مصلح، والقعود عن الأخذ بالأسباب معصية ومفسدة تتيح للغير أن يتفوق، تفوق جاد أَمام قاعد، وعامل أمام خامل، والتنافس قائم بين الخلق، وأهل الباطل لن يسكتوا أبداً عن إضعاف أهل الحق {لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً} .
ويا له من ضياع ويا لها من مفسدة حين تظل أمة الحق عالة على أهل الباطل، لا تسل عن الأتباع والطواعية، أتباع أهل الحق لأهل الباطل حتى لو دخلوا جحر ضب وطواعيتهم فيما يريدون لأهل الحق من ردهم بعد إيمانهم كافرين.
والأمة الإسلامية إن هي قصرت في أن تصنع الضروري من وسائل حياتها احتاجت إلى غيرها من دول الكفر وقد يؤثر ذلك في مقومات حياتها من عقيدة وسلوك. والذين يتصورون أن العمل للدين يقف عند تعليم الناس بعض الفرائض التي لا تأخذ من حياة المسلم إلا دقائق معدودات يخطئون في فهم الدين ويعزلونه عن الحياة وهم يحسبون أنهم محسنون صنعا.
إن العقيدة وهي أَصل الدين تتحرك بموجبها الحياة كلها لتكون في صلاتها وتشكلها ومحياها ومماتها لله رب العالمين. ومن أجل العقيدة طولِبنَا بالنظر في خلق السماوات والأرض، وفي أنفسنا لنظفر بثبات العقيدة ووسائل حمايتها لذا فإن الإعداد والتربية لا يفصل فيهما مصنع عن مسجد فيقال هذا للدين وذاك للدنيا، لا يفصل كد وجهد عن تسبيح وذكر. {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ الله وَاذْكُرُوا الله كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} . وإعداد المسلم على هذا الفهم والعمل به يزيل من دنيانا نحن المسلمين كثيراً من التوتر الذي يقع بين الأفراد والجماعات ويقيم صراعاً في داخل الأمة الإسلامية يجني ثماره من يتربص بها ويضمر الشر لها.