للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في المشارق والمغارب

للشيخ عبد الله بن أحمد قادري

(الحلقة الخامسة)

إلى سورابايا:

ودعنا الأخوة بعد زيارة معهد المسلمين متجهين إلى مدينة سورابايا التي تبعد عن معهد كونتور مائتي كيلومتر وكانت طريقنا- كالعادة- في وسط الغابات والمزارع والقرى منتشرة بين المدن وكأننا نسير في مدينة واحدة لكثرتها وكان الشارع مزدحماً بالسيارات على اختلاف أشكالها كأننا في شارع داخل مدينة والفلاحون يعملون. هذا يحرث وهذا يحصد وهذا يغرس وهذا يزرع وهذا يحمل.

والفواكه على جانبي الطريق لا تلتفت يمنة ويسرة إلا وترى أشجاراً موقرة بأنواع منها المعروف ومنها غيره والأنهار الجارية منها الكبير ومنها الصغير. وكنا مع كثرة التعب تارة نتمتع بتلك المناظر الطيبة وتارة نتمتع بالنوم. وقد استغرقت هذه الرحلة ساعتين وخمسة عشرة دقيقة وكان وصولنا في الساعة الثانية عشرة إلا ربعاً. ونزلنا في فندق (....) وكان بقية يومنا هذا يوم راحة لحاجتنا إليها.

لا بأس بتبادل المنافع:

١٢ /٩/١٤٠٠هـ.

في الساعة التاسعة صباحاً تجولنا في أسواق سورابايا، ثم انقسمنا إلى قسمين:

قسم فشل في الرجوع إلى الفندق هو أنا والشيخ عبد القوي. وقسم فضل زيارة حديقة الحيوان، وهو الأخ عبد الله بن سعيد باهرمز والابن عبد البر، وجاءنا عبد الله بالنكتة التالية قال: كان عبد البر يتفرج على القرود وكانت القرود تتفرج على عبد البر قلت كيف كانت الثانية؟

قال كانت ملابس الناس كلهم عادية عند القرود أما لباس عبد البر: الثوب الطويل والطاقية والغترة فكانت غريبة ولذلك كانت القرود لا تلتفت إلى الناس بل صوبت أبصارها إلى عبد البر. قلت: لا بأس بتبادل المنافع.

خواطر ومقترحات:

في هذا اليوم والذي قبله جالت بذهني بعض الخواطر والمقترحات أسجلها فيما يلي: