في بلغاريا ما يقارب المليون ونصف المليون من المسلمين يشكلون نسبة تزيد على ١٥% من مجموع السكان البالغ ثمانية ملايين نسمة. وقد قضى بعضهم نحبه بسبب صمودهم على عقيدتهم. ولكن مائة وخمسين ألفاً من مسلمي بلغاريا ليسوا من أصل تركي وهم (البرماك) والبوماك هم الهدف الرئيسي لمحاولات النظام لقمع الإسلام وهم موجودون بصورة رئيسية في جبال (رودب) في جنوب غرب بلغاريا حيث صمدوا في وجه الاهتمام الصارم الذي بذلته دائرة النشاط والدعاية في الحزب الشيوعي في المنطقة.
ويقول فاسيل زنفوف:"إن الإسلام هو عقبة في وجه التربية الشيوعية للشعوب العاملة", وأعلن نيكولاي ميزوف في صحيفة الإسلام في بلغاريا, وهي نشرة صدرت عام ١٩٦٦ تهدف إلى تحويل المسلمين عن دينهم. "إن الإسلام يشمل من مظاهر الحياة الفردية والعائلية لأتباعه أكثر بكثير مما تشمله المسيحية"وجاء في دراسة نشرها في صحيفة (نارودنا كولتورا) التي صدرت في صوفيا في كانون الثاني (يناير) عام ١٩٦٦ م إن ذلك هو أيضاً الأساس لدراسة الإسلام وكذلك للنضال من أجل إزالته.
ولقد أوجز غابوروف السكرتير - الأول للحزب الشيوعي في تركستان السوفياتية - مخاوف كل من موسكو وصوفيا عندما اشتكى من سوء نوع العمل الدعائي.
"إن عدد الناس الذين يمارسون الشعائر الدينية لا يتدنى في جمهوريتنا ولذا فلا بد من كفاح حثيث وعنيد ضد حاملي بقايا جراثيم الماضي, فالديانة الإسلامية لا يمكن إلا أن تكون مصدر قلق لنا؛ وذلك نتيجة لميزاتها الخاصة, وكما هي الحال في الديانات الأخرى فإن الإسلام يكتسب عادة دور (الحافظ) على العادات الوطنية الرجعية والتقاليد ويثير مشاعر وطنية اقتصادية معتمداً الوطنية كغطاء". (توركمنكا يا أيسكرا ٣نيسان إبريل عام ١٩٧٣) .
(عن مجلة المجتمع الكويتية - العدد ١٨٦ محرم ١٣٩٤هـ)