للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليهلك من هلك عن بينة

ويحي من حيي عن بينة

موفق القصاب

الجامعة الإسلامية

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} طه ١٢٣-١٢٦.

أيها المسلم ... مالي أرى الخطيب ينصحك في كل جمعة ولا تسمع ... مالي أرى عينك أسفاً على فساد الأحوال لا تدمع ... مالي أرى قلبك حزناً على ضعف الدين لا يتقطع ... مالي أراك لا تتوب وقد نزل بك ما نزل ... أيسرك الصلوات الخمس وقد تركت ... أيسرك أعرض المسلمات وقد هتكت ... أيسرك آداب الإسلام وقد هجرت ... أيسرك مجد الإسلام وقد رحل ... هل يليق بك أن ترى أختك في الدين تخرج عن الصراط السوي ... هل يليق بك أن ترى المسلمة في هذا السفور الفاضح الذي يتعارض مع أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ... أترضى أن يكون بيت اللهو معموراً وبيت الله في خراب ... أترضى أن تكون الظواهر في انتظام والبواطن في انقلاب ... أترضى أن تتأدب في مجلس فلان وفي مجلس القرآن تغتاب ... أترضى أن تكون في الدنيا على غير هدى وفي الآخرة على غير أمل ... أهكذا تفعل أمة رسولها سيد الأكوان ... أهكذا تفعل أمة يتلى بينها القرآن ... أهكذا تفعل أمة يحاسبها الملك الديان ... أهكذا الشرع ... أهكذا الدين ... أهكذا العمل ... ؟

قم سلسل الدموع حزناً على هذا الفساد الشائع ... قم مزق الضلوع حزناً على هذا الشرع الضائع ... قم ذكر نفسك بخطاياك فليس السكوت بنافع ... قم دبر أمرك قبل حلول الأجل ...

اتق الله واعلم أن الدنيا ليست دار الخلود ... اتق الله وقد نصحتك والله والملائكة شهود ... اتق الله فقد طال هجرك للملك المعبود ... اتق الله تفلح وتربح وتنجح.