عوامل نجاح الأمم.. في الدنيا والآخرة
للشيخ عبد الله خالد قادري المدرس بمعهد الجامعة
أيها الأخ المسلم الكريم يجب أن تعلم أن نجاح أي أمة من الأمم في الدنيا والآخرة يرتكز على دعائم, باجتماعها تصل الأمة إلى ذروة من النجاح, وبانعدامها ووجود أضدادها تصل إلى التحضيض من الفشل والخسران والتخلف, وبقدر ما يوجد منها أو ينقص تكون نسبة النجاح والخسران.
ولقد اتضح لي من بعد قراءة ما كتبه بعض علماء الإسلام الأجلاء الذين فهموه على حقيقته, وبعد التأمل - قدر الاستطاعة - في أحوال الأمم رقيا وانحطاطا أنّ أركان النجاح ثلاثة:
الأول: العلم, أي الخبرة بما يحتاج إليه الجماعات والأفراد في شؤون الحياتين؛ الدنيا والآخرة.
الثاني: القوة أي قدرة الأفراد والجماعات على القيام بما يسند إليهم من أمور دينهم ودنياهم.
الثالث: الأمانة وهي أداء كل حق إلى مستحقه دون مماطلة ولا نقص سواء كان الحق لله أم لخلقه.
أهمية العلم:
لا أظنّ أحداً من الناس مطلقا يستطيع أن يجحد أهمية العلم في الجملة, وأقول في الجملة؛ لأن كل طائفة ترى أهمية أنواع من العلوم دون غيرها, كيف يجحد أحد أهمية العلم والنفوس مفطورة على الإطلاع, ومعرفة الجديد؟ وقد أشاد الإسلام بالعلم في نصوص الكتاب والسنة, بل كل الأديان السماوية السابقة أبدت اهتمامها بالعلم والعلماء.
وهذا آدم أبو البشر يخبرنا الله تعالى أنه علمه الأسماء كلها, وأنّ فضله ظهر للملائكة في علمه بما جهلوا.
وهذه أول سورة يكون محمد صلى الله عليه وسلم نبيا بنزولها, يذكر الله فيها امتنانه على خلقه بالعلم حيث يقول: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} .