للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحوث في تاريخ الأديان

بقلم فضيلة الشيخ محمد محمد أبو فرحة

المدرس في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية

الحمد لله والصلاة على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: فهذه بحوث في تاريخ الأديان أنوي (مستعيناً بالله) متابعة الكتابة فيها فيما اشتهر من أديان البشر ومللهم محاولاً أن أجمع فيها ما لأسلافنا الكرام من آراء وبحوث إلى ما محصه المحدثون من تاريخ المادة في الملل والنحل على ما جد من أساليب هذا البحث وطرق ذلك الدرس. وإنه لطريق لم يعبد وسبيل لم يمهد؛ نعم هو طريق وعر، كؤود العقبات كثير الشعاب مليء بالمتاهات.

فكتب الأقدمين في هذه المادة يختلط فيها القول الصحيح ببعض الآراء التي لم تحرر عن الأديان القديمة والنحل الأولى لاستغلاق أمر الأمم السابقة عليهم ولاستعجام آثارهم واستبهام نقوشهم، فاستقوا معلوماتهم عن الأديان من أهلها وكان منهم المخلصون الصادقون أدوا الأمانة وصدقوا الرأي، وكان منهم من تعمدوا التضليل يريدون بذلك {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} وعلى رأس هذا الفريق بنو إسرائيل..

فلما فك المتأخرون رموز تاريخ الأمم وحلوا طلاسمها واستخرجوا كنوزها واطلعوا على ما أخفاه المغرضون: ظهر لهم من خبرها الصحيح الأوفى وإن كانت لا تزال رهن الكشف المتجدد وقيد البحث المتتابع ولا يزال علماء الآثار يكشفون الجديد النافع ويهتدون إلى التليد الضائع..