اهتم الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بتوفير المياه الصالحة للشرب، واجتهد في التخفيف من معاناة المواطنين في بعض المناطق من بلاده خاصة التي تعاني من نقص في موارد المياه مثل مكة والمدينة، وهما المدينتان اللتان تتشرفان باستضافة حجاج بيت الله الحرام، وزوّار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم في كل عام.
وعندما دخل الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ الحجاز كان الناس يستقون من (عين زبيدة) *، فصرف عنايته إليها، وأصدر أوامره بالعناية بمواردها وزيادة الجهات التي تستفيد من مياه عين زبيدة، وتم تحديث مجرى مياهها في داخل مكة بواسطة أنابيب لنقل المياه، وتم إيصال الماء إلى عرفات، وزيدت نقاط توزيع الماء في الطريق العام، والطرق الفرعية وعلى الطرق الأخرى التي يسلكها حجاج بيت الله الحرام، وأمر الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بإيصال المياه إلى مزدلفة، وتم بناء الأحواض الكبيرة في منى وملئها بالمياه بواسطة آلة بخارية تنقل الماء من مجرى عين زبيدة إلى منى، وكانت هذه الأحواض المائية الكبيرة تملأ قبل موسم الحج بشهر استعداداً لوصول الحجاج إلى ذلك المكان وبقائهم فيه أيام التشريق.
وحظيت المدينة النبوية بالرعاية والعناية في عهد الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وذلك بتعهد أهم مصادر المياه بالمدينة وهي (العين الزرقاء) * بالإصلاح والتطوير، فتم ترميم مجرى هذه العين من منبعها في غربي مسجد قباء إلى داخل المدينة، وتم في عهد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ زيادة مساحة هذه العين، والاستفادة من مصادر المياه المجاورة للموقع، وعندما كان الماء ينخفض في وقت الصيف تم تأمين آلة لرفع الماء إلى مستوى مجرى العين، وتم إنشاء إدارة تتولى الإشراف على شئون (العين الزرقاء) وتعهدها بالإصلاح والتجديد.