والعقد النفسية التي سيطرت على عقليات اليهود عبر الأجيال أنهم "شعب الله المختار"وأنهم "أبناء الله وأحباؤه"وأنه "لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا": {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَة}(البقرة: من الآية٨٠)"عدد أيام عبادتهم العجل"على أن بعض هذه العقد يرجع إلى أصل صحيح، فالله سبحانه قد فضل بني إسرائيل على عالم زمانهم حين كانوا يعملون بشريعته ويتحاكمون إليها أيام يوسف عليه السلام، وموسى وداود وسليمان عليهم السلام وغيرهم من الأنبياء والرسل. ولكنهم نسوا أو تناسوا أن هذه الأفضلية جاءتهم من تحكيمهم كتاب الله وطاعتهم لأنبيائهم، فلما تمردوا على أوامر الله وقتلوا أنبياءه واستهزءوا بشريعته انفصمت عنهم هذه الأفضلية، وسقطت بالبداهة، ثم غضب الله عليهم ولعنهم. بيد أن شياطينهم وطواغيتهم موهوا على شعوبهم الحقائق وزيفوها، وأوحوا إليهم أنهم لا يزالون شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله وأحباؤه ولا يمكن أن يتخلى الله عن إسرائيل ولا عن أبنائه، ولا يزالون يجترون هذه الأوهام في نفوسهم حتى يجيئهم عذاب الاستئصال. وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم عذاب استئصالهم في صحيح البخاري قال:"لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم ها هو يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد...الخ".