شغل موضوع الإعجاز القرآني الفكر الإسلامي والعربي منذ القديم، وتصدى لهذا الموضوع مجموعة من العلماء على اختلاف العصور وتباين الثقافات، وأغلب الظن أن من أوائل من تصدى لهذا الموضوع في القرن الثاني هو أبو عبيدة (٢١٠هـ) في كتابه مجاز القرآن، ثم تابعه مجموعة غير قليلة من العلماء يختلفون في نوع الاهتمامات والتخصصات، من هؤلاء أبو سليمان الخطابي (٣١٩-٣٨٨هـ) ، وقبل أن نتناول مفهوم الخطابي لهذا الإعجاز نود أولا أن نتعرف على الرجل.
أولا: الرجل:
اسمه حَمْد بن محمد بن إبراهيم [١] أبو سليمان الخطابي، البستي الخطابي، نسبة إلى زيد بن الخطاب أخي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، والبستي نسبة إلى مدينة بُسْت من بلاد كابل التي أقام فيها في أخريات حياته إلى أن انتقل إلى بارئه.
كان إماما فاضلا، كبير الشأن، جليل القدر، عفّا صالحا كريما، ثقة فيما يرويه، وكانت له مكانة مرموقة، وسمعة حسنة لدى معاصريه، أثنى عليه الجميع، ولهجوا بفضله وأشادوا بعلمه، وسعة اطلاعه، ومقدرته على تحليل القضايا العلمية، وأطلقوا عليه مجموعة من الصفات مثل العالم الأديب اللغوي المحدّث.