يا صاحب السمو الملكي ... أعزك الله بالإسلام وأعز الإسلام بك، وأرشدك إلى الحق وأرشد الحق إليك، ورغبك سبحانه وتعالى في الخير ورغب الخير فيك، وجعلك من الدعاة إلى الدين الحق لا تبتغي بذلك سوى وجهه الكريم {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ..؟
أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله هو، وأصلي وأسلم على نبيه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم وأستفتح إن شاء الله تعالى بما هو خير..
يا صاحب السمو الملكي:
حينما ترامت إلينا الأنباء من جميع الأنحاء، تزفّ إلينا بشرى تنصيبك رئيسا للهيئة العليا للدعوة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية فرحنا واستبشرنا وامتلأت قلوبنا بالأمل والغبطة لأسباب عدة:
أولها: هو تأسيس هذه الهيئة نفسها للدعوة الإسلامية في شتى أنحاء الأرض، فهذا واجب وضعته المملكة على عاتقها منذ إنشائها، بل هو الأساس الصلب الذي قامت عليه حين أسسها البطل القوي الأمين الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه.
ثانيها: هو اختيارك على رأس هذه الهيئة المباركة، وأنت رجل مخلص لهذه الدعوة الخالدة، وقد بدا هذا في تصريحاتك التي أدليت بها للصحفيين غداة إعلان تأسيس هذه الهيئة، حيث أعربت عن سرورك بالمشاركة في العمل على نشر الدعوة الإسلامية والقيام بهذا الواجب، لأن الدعوة إلى الله فيها عز هذه الأمة.