الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،
فهذه كلمة مُشعثةٌ حوت مراجعة القول في مواضع في كتب النحو على أنها لا تعدم ما يَلمُّ شعثها.
الموضع الأول
يذكر النحاة جواز تشديد النون من (هذين) و (هاتين) و (اللذين) و (اللتين) في حالتي النصب والجر، كما يدل عليه قول ابن مالك في الألفية:
بل ما تليه أوله العلامة
والنون إن تشدد فلا ملامه
والنون من ذين وتين شددا
أيضاً وتعويض بذاك قصدا
والظاهر أن الياء حينئذ تبقى على سكونها كما سنبينه بعد، غير أننا وجدنا الأستاذ عباس حسن ينص على تحريكه الياء بالفتح حين تشديد النون في موضعين من كتاب الوافي؛
الموضع الأول حيث يقول [١] :" ويجوز تشديد النون وعدم تشديدها في (ذان وتان) وكذلك في (ذين وتين) ، لكن عند تشديدها في الأخيرتين تتحرك الياء بالفتحة، أي أنها تتحرك بالفتحة في حالتي نصبهما وجرّهما إذا شددت النون ".
والموضع الثاني حيث يقول [٢] :" ويجوز أن تكون (يعني النون) مكسورة أيضاً مع التشديد ولكنها في حالة النصب والجر تقتضي فتح الياء قبلها؛ تقول:(اللذانِّ اللذينِّ...) فتكون في التشديد وعدمه كنون (ذان) و (تان) إسمي الإشارة حيث يصح فيهما الأمران كما أسلفنا - في رقم ٣ من هامش ٣٢٣- تقول في حالة الرفع: ذان - تان أو ذانِّ وتانّ وفي حلتي النصب والجر ذيْنِ وتيْنِ أو: ذَينِّ وتَينِّ فالنون في كل الأمثلة السابقة من أسماء الإشارة والموصول صالحة للتشديد وعدمه، لكنها عند النصب والجر تستلزم عند التشديد فتح الياء قبلها "انتهى كلام الأستاذ عباس حسن.