٥- منهج القرآن في الاستدلال على صدق العقيدة الإسلامية.
ولقد ساق القرآن الكريم الأدلة الكثير على صحة العقيدة الإسلامية وفساد غيرها من العقائد الأخرى.
فالله عز وجل يوجه الأنظار إلى الآثار الناطقة بوجوده؛ وهو استدلال بالصنعة على الصانع وبالأثر على مؤثر، وهو دليل واضح لا يحتاج إلى كبير عناء.
ومن هنا فلقد كان الكون كله أرضه وسماؤه، وما فيهما.. حقلا واسعا لصياغة هذه الأدلة فجاءت آيات القرآن تحمل الدعوة إلى النظر في السماء، والنجوم، والشمس، والقمر، والأرض، والجبال، والبحار، والأنهار، والإنسان، والحيوان، والنبات، والجماد داعية إلى التأمل الصحيح والنظر الدقيق في هذه الآيات البينات. وليس بعد ذلك سوى الإيمان بوجود الصانع جل وعلا، الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا. ويوجه القرآن العقول إلى ملاحظة الواقع المشاهد والتزام المنطق السليم في الحكم على الأشياء؛ وذلك في استدلاله على صحة الإيمان بالبعث والإعادة، فإن المنكر للإعادة يقول:{مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} ؟ فيقول الله. عز وجل:{.. يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}(يس أية ٧٩) .