للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكانة أهل الحديث ومآثرهم

وآثارهم الحميدة في الدّين

للدكتور ربيع هادي المدخلي

أستاذ مساعد بكلية الحديث الشريف

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وبعد- فإن الله بعث محمداً- صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرين.

وإن أسعد الناس بهديه واتباعه وحبه ومولاته ونصرة ما جاء به من الحق هم صحابته الكرام ومن اتبعهم بإحسان من القرون المفضلة. ومن سلك سبيلهم وترسم خطاهم إلى يوم الدين.

ثم إن من يدرس أحوال السابقين واللاحقين من الفرق المنتسبة إلى أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- ويدرس مناهجهم وعقائدهم وأفكارهم بإنصاف وفهم وتجرد يجد أن أهل الحديث هم أشدُّ الناس أتباعاً وطاعة وتعلقاً وارتباطاً بما جاءهم به نبيهم محمد- صلى الله عليه وسلم- كتاباً وسنة في عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم ودعوتهم واستدلالهم واحتجاجهم وهم على غاية من الثقة والطمأنينة بأن هذا هو المنهج الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه الطريق السليم والصراط المستقيم.

وما عدا ذلك من المناهج والسبل فأمر لم يشرعه الله ولم يرض به ولا يؤدي إلا إلى الهلاك والعطب٠

فمن هم أهل الحديث إذا؟

هم من نهج نهج الصحابة والتابعين لهم بإحسان في التمسك بالكتاب والسنة والعض عليهما بالنواجذ وتقديمهما على كل قول وهدي سواء في العقائد أو العبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو السياسة والاجتماع.