الحج مؤسسة إسلامية اجتماعية هامة وهو _ كأي معتقد إسلامي آخر _ ذو مغزى خاص يشكل أساساً دولياً لفلسفة الحياة _ وإنما أدركت الحكمة الإلهية السرمدية ما يكون من إخضاع المسلمين لضروب من الإمتحان الخطر المؤلم في القرون الآتية_ ومن أجل ذلك زود الله لهم في صورة الحج فرصة ملائمة لاحتفال سنوي يأتيه المسلمون من أنحاء العالم كلها عند بيته الحرام. .
وبهذا يسمو اجتماع الحج فوق كل حاجز جغرافي أو فارق طبقي أو تفوق لساني ويجهز للمسلمين كافة منبراً عالمياً ومنتدى عاماً يمكن لهم تبادل أفكارهم ودراسة مشاكلهم ليشاركوا في أحزانهم ويسارعوا إلى إنقاذ المكروبين منهم _ في أي مكان كانوا _ بكل وسيلة وحيلة لهم عليها تسلط.
والآن يوجد مثل هذا الوضع من كرب المسلمين في ناحية نائية من أنحاء الكرة الأرضية_ وهو في الواقع تحدٍ يدعو الملة الإسلامية إلى النزال.
اليوم خمسة ملايين من مسلمي كشمير، المخلصين في وفائهم للدين الإسلامي القاطنين في منطقة تبلغ مساحتها ٢١٢.٠٠٠كم٢ وهي تقع في شمال شبه القارة الهندية، هؤلاء الكشميريون المسلمون يقاسون ألماً مبرحاً ويكابدون ترقباً قلقاً ويعانون خيبة وفشلاً، وكل ذلك بسبب مؤامرة سيئة خبيثة دبرها الاستعمار الهندوسي الجديد بمساعدة من البريطانيين المستعمرين الراحلين.