أين التقدم؟ !
للشيخ عبد الله قادري
المشرف الاجتماعي بالجامعة
ماذا وراء تخرج وتعلم
في عالم متحضر متقدم
شاد القصور فطاولت شرفاتها
سحب السماء لزينة وتنعم
ومضى يشق بأرضه طرقاتها
فغدت مذللة لكل ميم.
وبني جواري كالجبال مواخرا
غواصة في قعر بحر مظلم.
وغدا الحديد الصلب طوع بنانه
بسهولة تبدو كنوع توهم
وغزا الكواكب خاطرا متبخترا
ومضحيا بالنفس دون تلعثم
بل قرب الزمن البعيد لناظر
ومسافر ولهامس متكلم
وانساح في الأرض البسيطة كاشفا
أسرارها سعيا وراء تقدم
صنع السلاح قنابلا ومدافعا
وبنادقا وصوارخا لم ترحم
وتبددت ظلمات ليل حالك
بكواشف لألاءة كالأنجم
ولمَ التوجع والحضارة أسفرت
عما ذكرت من الثناء القيم
بل ما وظيفة عالم متنسك
في عالم متمدن متقدم
هذا سؤال القاصرين أصوغه
وجوابه متيسر للمسلم
قف فوق طود شريعة ميمونة
وانظر إلى ما تحته وترحم
سترى الجحود لخالق ورسالة
ولما يغيب كجنة وجهنم
وترى من الإشراك أمرا هائلا
:للقبر، للأبقار، للطاغي العمى
والجاحدون لربهم عبدوا الذي
أغوى، كماركس، وماو المجرم
وترى القوي له حقوق جمة
وترى الضعيف مسفها لم يكرم
والعهد عند المستفيد معظم
ولدى سواه محقر لم يبرم
وترى الخيانة عادة قد أصبحت
في القوم دون تحسر وتندم
وعلى الحطام تقاتلوا بشراسة
مثل القرود تهارشت للمغنم
وغدا السلاح كلعبة الأطفال في
أيدي قساة لم يبالوا بالدم
قتلوا الشعوب بقتلهم للمصلحين
من الرجال ونصرهم للمجرم
وبنهب خيرات البلاد وجعلها
تحت الوصاية والحصار المحكم
ويجعل أبناء الشعوب نفوسهم
أدوات إفساد وفكر مظلم
يستبدلون بعزهم وثرائهم
ذلا وفقرا مدقعا لم يفصم