هناك علاقة وثيقة بين التربية والفلسفة نشأت هذه العلاقة من أن التربية قد ولدت من الفلسفة نتيجة اختلاف المذاهب الفلسفية وتطورها، إذ أننا عندما ندرس التربية بعامة نجد أن الفلاسفة من أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو والغزالي وابن سينا وابن خلدون من المسلمين، وجون ديوي وروسو وغيرهم من المحدثين - نجد أن هؤلاء هم الذين تناولوا المشكلات التربوية ووضعوا أسس كثير من نظريات التربية مما يدل على الصلة بين التربية والفلسفة باعتبار التربية هي الترجمة العملية الواقعية للفلسفة والناقلة للفلسفة من مرحلة النظرية والفكرة إلى الواقع والممارسة والتربية علم مبني أيضاً على علم الأحياء وعلم النفس وعلم الإجتماع مما يجعلها كثيرة الإعتماد على هذه العلوم.
ولما كان للإسلام فلسفته المميزة وآراؤه الواضحة عن الله والكون والوجود ونظرياته ومفاهيمه عن الحياة فإن التربية الإسلامية تعتمد على نظرة الإسلام للوجود والكون وعلى أساس نظرة الإسلام للحقائق المادية والروحية في الكون والإنسان والمهمة التي استحق بها الإنسان الخلافة في الأرض وعلى أساس تحقيق التوازن بين الجانب الروحي في الإنسان والجانب المادي فيه.