جاء الإسلام يرسم الطريق الواضح لسعادة الإنسانية في الدنيا والآخرة، وبين القرآن الكريم الطريق إلى ذلك خير بيان، وسعدت الإنسانية ببعثه هادي البشرية، ومنقذها من الشرك والضلال والظلام، وهاديها إلى النور والسعادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:{وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين} فكانت رسالة السراج المنير صلى الله عليه وسلم رحمة عامة شاملة مباركة، رحمة في الدنيا والآخرة، رحمة في العقيدة والتشريع والأخلاق، والنظام العام في الأسرة والمجتمع والشعوب، رحمة للفرد والجماعة. إنها رسالة الأخلاق السامية العالية التي تسعد الدنيا بأجمعها، روى مالك في الموطأ بلاغاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"رواه أحمد عن أبي هريرة بسند حسن.
فسعدت البشرية التائهة في بيداء الظلم والضلال، واهتدت بنور خالق الأرض والسماء بنور التنزيل السماوي، وهدي البشير النذير صلى الله عليه وسلم، وكان من تلك الهداية الربانية هداية القرآن في آداب المرأة وسلوكها، ورسالتها في الحياة السعيدة الهانئة.
إن الله تباركت أسماؤه وجلت آلاؤه وعظمت نعمته اختار أن تكون المرأة سكناً للرجل، ومكملة لسعادته ومساعدة له على أداء عمله والقيام بواجبه في الحياة، وآداب الإسلام بصفة عامة يظهر منها بوضوح وجلاء أن للمرأة رسالة هامة في ثلاث ميادين من أخطر العوامل في حياة المجتمع واستقراره، وسعادته وتتجلى هذه الميادين الهامة في النواحي الآتية: