للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع الصحافة

يهودية وصهيونية

تنقلا عن مجلة الوعي الإسلامي

مقال للشيخ محمد الغزالي الكاتب المعروف نشرته مجلة الوعي الإسلامي في عددها الصادر بتاريخ ذي القعدة ١٣٨٩هـ يناير ١٩٧٠م ننشره بتصرف.

سمعته يقول: اليهودية شيء والصهيونية شيء آخر.. اليهودية دين سماوي كالنصرانية والإسلام أما الصهيونية فنزعة سياسية متطرفة استغلها الاستعمار الغربي لبلوغ مآربه اليهودية دين قديم له مصادره المقدسة أما الصهيونية فحركة حديثة ولدت في نهاية القرن التاسع عشر للميلاد وغذتها ونمتها ظروف عنصرية ودولية طارئة.

قلت له: تعني أن اليهودية لا أطماع لها في فلسطين وأنها لم تبيت عدوانا على العرب الآمنين، وأن التوراة والتلمود وسائر الأسفار المقدسة بريئة مما تفعله الآن دولة إسرائيل وأن الحرب المعلنة علينا من خمسين سنة ليست دينية؟!

قال: نعم هذا بدقة ما أريد أن أذكره.. قلت: أو لو قرأت عليك من نصوص الكتب المقدسة ما يدحض هذه الأوهام. قال: كيف؟ يستحيل أن تتضمن هذه الكتب استباحة أرضنا وجنسنا والاستهانة بحقوقنا المؤكدة.

قلت بل سأقرأ عليك من الكتب المقدسة المتداولة بين أيدي القوم ما يزيح هذه الغشاوة عن الأعين وما يشرح أن فلسطين كانت ملكاً لبني إسرائيل خاصا بهم وأنهم أجلوا منها عقاباً إلهياً للآثام التي ارتكبوها وأن الإله الذي عاقبهم تجاوز بعد عن سيئاتهم وقرر إعادتهم إلى أرضهم الأولى كي تفيض عليهم سمناً وعسلاً وخمراً. وإن هذا الإله ندم على ما فعل بشعبه المختار ورد إليه مجده ووطنه كي تتوطد سلطته وسيادته على أنقاض غيره من الأمم.

هكذا تقول صحائف التوراة والتلمود وإصحاحات العهد القديم التي يتعبد اليهود في المشرق والمغرب بتلاوتها والتي يستَوْحون منها سياستهم في القديم والحديث على السواء!!