الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البشر أجمعين, محمّد بن عبد الله الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
رب الوجود ملكك، والقدر حكمك، والقلوب خزائن محبتك، خلقت الموت والحياة ابتلاء لنا، وجعلت العلم أقدس ما في الحياة، فنزلت أول سورة في القرآن على أشرف إنسان تقول:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} . وبعد:
فالعلم منهج وطريقة وأسلوب، وتحصيل العلم يتم بطرائق متعددة أشهرها التلقين والتعليم الذاتي، وكلتا الطريقتين تعتمدان اعتمادا أساسيا على الكتاب، فالكتاب هو الأستاذ الدائم للباحث بعد أن تنقطع علاقته بكل أساتذته من البشر، وقد عرف الإسلام الحنيف قيمة الكتاب فأطلق اللفظ على القرآن الكريم باعتباره مجمل المعرفة الإنسانية ومفتاحها والدافع إليها {ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} وتتعدد لفظة (الكتاب) في القرآن الكريم مرادا منها كلام الله تعالى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة من السور والآيات البينات.