للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنَ المنهَل الصَّافي

قل الله أعبد مخلصا له ديني

للشيخ عبد الله المحمد الغنيمان

المدرس في كلية الشريعة في الجامعة

أحمد الله ربي وأساله العون والتوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله إمام الحنفاء وخاتم المرسلين وبعد: سأحاول أن أضع بين يدي القارئ كلمات يسيرة في أهم الواجبات وأصل الأصول توحيد الله ومعرفة مستمداً ذلك من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

من المعلم المسلم به عند علماء الدين والاجتماع أن العبادة في الإنسان ركيزة فطرية. فلا بدله من معبود فإن لم يعبد الله المستحق للعبادة عبد عدوه الشيطان ولا بد، على اختلاف مظاهره أما في مظهر إنسان محبوب أو شيخ معظم أو رئيس أو قبر أو حجر وربما معدته وشهوته قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} حتى أولئك الملاحدة الذين يقولون أن الدين أفيون الشعوب هم في الحقيقة لا ينفكون عن العبادة إما عبادة بطونهم وفروجهم وشهواتهم أو عبادة رؤسائهم وسادتهم.

الخلق كلهم عباد الله تعالى:

العبد في اللغة يأتي بمعنى المبعد الذي عبده الله وذلله وصرفه ودبره كيف شاء وبهذا المعنى فالخلق كلهم عباد لله برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم إذ هو ربهم ومليكهم وقاهرهم لا يخرجون عن مشيئته وقدرته فما شاء كان وإن لم يشاؤوا وما شاؤوا لم يكن إن لم يرده فهو تعالى خالقهم ومدبرهم، محييهم ومميتهم لا رب لهم سواه ولا مالك لهم غيره سواء أقروا بهذا أم جحدوه علموه أو جهلوه.

العبادة النافعة المأمور بها شرعاً: