إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وسلم.
أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله جل وعلا، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
فهذا بحث أقدمه في شرح حديث الذباب، راجيا من الله تعالى أن يكون معيني فيه مشكورا، وعملي فيه مقبولا، والله أسأل أن ينفع به من اطلع عليه، إنه نعم المولى ونعم النصير.
النص النبوي الشريف:
حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عتبة بن مسلم مولى بني تميم عُبيد ابن حُنين مولى بني زريق عن أي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كلّه ثم ليطرحه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الآخر شفاء"[١] وفي الرواية الثانية:
"إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء"[٢][٣] .
سند الحديث:
الراوي الأول: قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي مولاهم أبو رجاء البغلاني، وبغلان من قرى بلخ. قال ابن عدي: اسمه يحي وقتيبة لقب. وقال ابن منده: اسمه علي. وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ثقة. ولد سنة ثمان وأربعين أو خمسين ومائة، وفي الزهرة روى عنه البخاري ثلاثمائة وثمانية أحاديث ومسلم ستمائة وثمانية وستين حديثا، ومات لليلتين خلتا من شعبان سنة أربعين ومائتين، وقيل سنة واحد وأربعين والله أعلم [٤] .