نأمل أن يكون مؤتمر القمة الإسلامي المقام في مكة من أهم أحداث هذا القرن الجديد وبداية الخطوات الجادة في سبيل عودة المسلمين إلا ربهم وإلى منهج الله وكتابه وشريعته، بعد أن جربوا طوال السنوات الماضية شرائع البشر ومناهجهم، وأهمية هذا المؤتمر الذي يرفع شعار التضامن الإسلامي أنه يعقد في مكة المكرمة مهبط الوحي ومنبع النور وقبلة المسلمين في الأرض، مكة التي اختارها الله مكانا لبيته الذي يتجه إليه المسلمون كل يوم خمس مرات؛ سائلين الله وحده عابدين له دون سواه.
ولقاءات القمة هي أحدث أساليب الاتصال والتفاهم والترابط بين أمم الأرض، فضلا عن أمة الإسلام التي يربط بعضها ببعض أقوى الروابط وأمتن الصلات، وهي رابطة العقيدة ثم اللغة والنسب، والهموم المشتركة، والأهداف الإلهية الواحدة، والرسالة الخالدة، والتاريخ المشرق النابض في الماضي الخالد، والحاضر الحي والمستقبل المليء والموعود بجد العمل وإخلاص العبادة، وجمال العودة إلى منهج السماء وشريعة الله الخالدة وكتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
إن عقيدة التوحيد هي التي حققت أول وحدة في تاريخ البشرية؛ قامت على أسس سليمة، وهي الوحدة القائمة على إفراد الله بالربوبية والألوهية والحاكمية والولاء والقبلة.