للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في ظلال سورة الأنفال (٣)

بقلم الشيخ: أبي بكر جابر الجزائري

المدرس في الجامعة

قال الله تعالى:

{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ, يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ, وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ, لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}

بسم الله والحمد لله. وبعد:

فهذه أربع آيات أخرى من سورة الأنفال نتفيأ ظلالها مع السادة القراء الكرام، وقبل الشروع في ذلك تحسن الإشارة إلى مضمون الآيات الأربع قبلها تذكيرا وتعليما فنشير إليها ونقول: إن مضمون الآيات الأربع السابقة يتلخص فيما يلي فتأملها أيها القارئ الكريم:

١- خلاف الشبان مع الشيوخ في الأحق بالغنائم، ذاك الخلاف الذي أدى إلى حالة خطرة جدا كادت تقضي بجماعة الإيمان إلى أسوأ العواقب وأوخمها.

٢- إنهاء الخلاف والقضاء على أسبابه برد الله تعالى أمر الغنائم إليه وإلى رسوله ليحكم الله فيها بما يشاء، ويقسمها الرسول صلى الله عليه وسلم بما يأمره الله تبارك وتعالى.

٣- أمر الجماعة المؤمنة بتقوى الله عز وجل وإصلاح ذات بينها، وبطاعة الله ورسوله فيما يأمران به، وينهيان عنه، ككفارة لما بدر منها من رغبة في المادة وميل إليها. (وحب العاجلة رأس الخطايا كما قيل) .