سلام على من اتبع الهدى، أما بعد اطلعت على رسالتك التي وجهتها إلى كافة الرجال الخيرين على حد – تعبيرك – من أجل تحقيق السلام في العالم، وذلك في يناير (شباط) عام ١٩٦٨ م عن طريق الاحتفال في اليوم الأول من كل عام بيوم السلام، فأشكرك شكرا كثيرا على اهتمامك في السعي لسعادة البشرية وسلامها وأهم ما أود أن ألفت نظرك إليه أن السلام الصحيح لا يتحقق ما لم نسع لإيقاظ الشعور الإنساني في ضمائر الناس ونذكرهم بأنهم أسرة واحدة، تمت بالأصل إلى أبوين اثنين كما تقول جميع الأديان السماوية فلا فرق بين أبيض ولا أسود، ولا أصفر إلا بالمنافسة في الأعمال المفيدة والبناءة للبشرية جمعاء.
ولا شك أن هذه الالتفاتة نحو الأخوة الواحدة من شأنها أن ترقق القلوب القاسية، فلا يعتدي فرد على فرد ولا شعب على شعب مهما كان قويا، ما دام يؤمن بأن البشر جميعا أخوة من أصل واحد مهما تباعدوا في الديار ومهما اختلفوا في الأجناس والألوان واللغات، وحتى في الأفكار وكل ضرر أو مصيبة تصيب جماعة تنتقل إلى الجماعات الأخرى.
ووسائل النقل الحديثة من طائرات وغيرها تساعد جدا على تحقيق هذه الفكرة، أكثر من أي وقت سابق فقد أصبح العالم نتيجة ذلك كأنه بلد واحد أو حي واحد، أو أسرة واحدة إذا أصيبت بسوء أو أزمة، انتقلت أزمتها وبلاؤها إلى الآخرين.