من أهم القضايا التي عالجها علماء النفس معرفة المشكلات التي تواجه الإنسان، ومحاولة تحديدها ودراستها وتفسيرها؛ بغية الوصول إلى حلول لها، وضبط ومعرفة أسبابها؛ حتى يتحول الإنسان من كائن تسيطر عليه المشكلات والمعوقات إلى كائن يسيطر هو على مشكلاته ويتغلب عليها، وهذه المشكلات تختلف من فرد إلى آخر.
وقد اهتم علم النفس بالمشكلات التي تصل إلى درجة الخروج عن السلوك العادي المألوف الذي يعوق حياة الفرد العادية، ويؤثر على حياته الدراسية والاجتماعية، ومن هذه المشكلات مشكلة التخلف الدراسي الذي سنعالجها في هذا الموضوع الذي نأمل ونسأل الله التوفيق في تناوله.
ما معنى التخلف الدراسي؟
هناك تعريفات كثيرة للتخلف؛ فمن الباحتين في علم النفس من يطلقه على طائفة من ضعاف العقول يندرجون تحت (العقل الخفيف) ، وهؤلاء يتراوح نسبة ذكائهم بين ٧٠-٩٠، وقد ترتفع هذه النسبة عندهم قليلا، كما عرف بأنه: انخفاض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط في حدود انحرافين معياريين سالبين وله نوعان:
ا- تأخر دراسي عام يرتبط بالغباء، حيث تتراوح نسبة الذكاء بين ٧٠- ٨٥.
٢- تأخر دراسي خاص في مادة بعينها كالحساب، وهو الذي يرتبط بنقص القدرة.
وهناك من يرى أن المتأخرين دراسيا هم الذين يستجيبون استجابات صحيحة إيجابية للمنهج الدراسي عندما يعالج تأخرهم الدراسي، والتخلف هنا يعتمد على نواح نفسية تربوية طارئة، وهؤلاء يختلفون اختلافاً كبيرا عن ضعاف العقول الذين لا يستجيبون استجابات إيجابية لمنهج.