عزوجل: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى} (الاسراء: من الآية٣٢) وتقدم قوله: {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ} (الأنعام: من الآية١٥١) كل ما ذكر من هذا الباب. والمراد النهي عن الأسباب الموصلة إلى ما ذكر بغير حق [٢] .
اليتيم: أصله الانفراد؛ يقال درة يتيمة، إشارة إلى انقطاع مادتها التي خرجت منها، ويقال: بيت يتيم تشبيهاً بالدرة اليتيمة.
فاليتم في الناس فقدان الأب، والحيوان فقدان الأم. ويجمع على أيتام، كشريف وأشراف، وعلى يتامى، كأسارى. وبه نطق الكتاب الحكيم، وعلى يتمة، من قولهم: يتم فهو ياتم وهو غير مسموع من العرب [٣] .
(أشده) :
قال الفراء: "واحدها شَدة في القياس، ولم أسمع لها بواحد"، وقال أبو الهيثم: "واحدة الأنعم نعمة، وواحدة الأشد شدة، والشدة؛ القوة والجلادة. وبلوغ الأشد، مبلغ الرجل الحنكة والمعرفة"، وقيل: "بلغ الرجل الأشد إذا اكتهل، وذكر أنه من نحو سبع عشرة إلى الأربعين، أو ما بين الثلاثين والأربعين" [٤] .
وقد تعددت آراء المفسرين في المراد بالأشد على أقوال [٥] :
١- أنه بلوغ ثلاث وثلاثين سنة، رواه ابن جبير عن ابن عباس.
٢- أنة السن ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين سنة، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
٣- أنه أربعون سنة، روي عن عائشة رضي الله عنها.
٤- أنه ثماني عشرة سنة، قاله سعيد بن جبير ومقاتل.
٥- أنه خمس وعشرون سنة، قاله عكرمة.
٦- أنه أربع وثلاثون سنة، قاله سفيان الثوري.
٧- أنه ثلاثون سنة، قاله السدي.
٨- أنه بلوغ الحلم، قاله زيد بن أسلم والشعبي ويحيى بن يعمر وربيعة ومالك بن أنس.
وذكر الشيخ محمد الأمين رحمه الله: "أن الأشد يتناول البلوغ ويتناول ما ذكر آنفاً وغيره ومن إطلاقه على الخمسين قول الشاعر:
أخو خمسين مجتمع أشدي
ونجذنى [٦] مداورة [٧] الشئون