إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وآله الأطهار، وصحبه الأخيار، والتابعين لهم بإحسان.
أما بعد: فقد قمتُ بجمع موارد الإمام البيهقي في "السنن الكبرى"وحرصت على الاستقصاء في هذه المحاولة، وكانت الغاية من ذلك معرفة طبيعة هذه المصادر ومقدار قيمتها العلمية، باعتبار أنّ أصالة هذه الموارد تؤكد أصالة العمل وجدواه.
وكان من أهداف هذه المحاولة - أيضا - التأكد من منهجية التكامل المعرفي في عمل البيهقي، ومقدار استيعابه للمواد العلمية السابقة له. كما أردت أن أتبين كيفية استخدام البيهقي لها، وطبيعة تعامله معها من حيث التبني والمتابعة أو النقد والمراجعة.
وسوف أحتفظ بملاحظاتي حول منهج البيهقي في تعامله مع موارده، وطبيعة هذه الموارد، وقيمتها العلمية، وأقوم بتسجيلها إثر سردها وبيانها، حتى تكون هذه التصورات أقرب إلى الوضوح والبيان.