للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تابع لحقيقة السحر وحكمه في الكتاب والسنة

المبحث الثالث: حكم السحر والسحرة.

سنتناول في هذا المبحث إن شاء الله ما يلي:

أولاً: حكم تعلم السحر وتعليمه.

ثانيا: حكم العمل به.

ثالثا: عقوبة الساحر.

رابعا: توبة الساحر.

أولا: حكم تعلم السحر وتعليمه:

اختلف العلماء في حكم تعلم السحر وتعليمه على أقوال.

الأول: قول الجمهور من علماء أهل السنة، قالوا إن تعلم السحر وتعليمه حرام. قال ابن قدامة رحمه الله " ... فإن تعلم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم"

لكن ما هي درجة هذا التحريم؟

إن قصد من تعلمه العمل به وكان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر، أو تعلمه معتقداً إباحته فهو كفر، وإلا فهو فسق.

قال الإمام الشافعي: "إذا تعلم السحر قيل له صف لنا سحرك؟ فإن وصف ما يستوجب الكفر مثل سحر أهل بابل من التقرب للكواكب وأنها تفعل ما يطلب منها فهو كافر وإن كان لا يوجب الكفر فإن اعتقد إباحته فهو كافر وإلا فلا (١)

وقال النووي رحمه الله وهو يتكلم عن السحر: " ... وأما تعلمه وتعليمه فحرام فإن تضمن ما يقضي الكفر كفر وإلا فلا" (٢) .

وقال أبو حيان: "وأما حكم السحر فما كان منه يعظم به غير الله من الكواكب والشياطين وإضافة ما يحدثه الله إليها فهوكفر إجماعاً لا يحل تعليمه ولا العمل به وكذا ما قصد بتعلمه سفك الدماء والتفريق بين الزوجين والأصدقاء، وأما إذا كان لا يعلم منه شيئا من ذلك بل يحتمل فالظاهر أنه لا يحل تعلمه والعمل به ... (٣) "

وقال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب: "وقد نص أحمد على أنه يكفر بتعلمه وتعليمه (٤) .

الأدلة: وقد أيدوا قولهم بأدلة كثيرة منها ما يلي:


(١) أضواء البيان ج٤ص٤٥٥.
(٢) شرح صحيح مسلم للنووي ج١٤ ص١٧٦.
(٣) روائع البيان ج١ص٨٤.
(٤) تيسير العزيز الحميد ص ٣٣٥.