روى الشيخان واللفظ لمسلم من طريق أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال:"قلت: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: "الإيمان بالله والجهاد في سبيله". قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: "أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا"قال قلت: فإن لم أفعل؟ قال: "تعين صانعا أو تصنع لأخرق". قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعف عن بعض العمل؟ قال: "تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك".
لقد قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أجاب به الصحابي الجليل أبا ذر رضي الله عيه قرر أسس التوجيهات التي تصل بالمجتمع الإنساني إلى أسمى درجات الكمال وقد بين صلى الله عليه وسلم أن الآخذ بهذه التوجيهات النبوية الكريمة قائم بأفضل الأعمال. وأولى هذه المبادئ الإسلامية التي تضمنها هذا التوجيه النبوي الكريم هو الإيمان بالله ولاشك أن الإيمان بالله هو أول قاعدة من قواعد العدل، وهو الباب الرئيسي الذي لا بد من ولوجه لمن أراد السلوك إلى الله تبارك وتعالى، وهو كذلك الأساس المتين الذي تقوم عليه الوحدة الإنسانية بين الإنسان وأخيه الإنسان، ففي بوتقة الإيمان بالله تنصهر جميع الفروق اللونية والجنسية والوطنية والأخوية وتموت في ظله جميع الحزازات العنصرية وبها ولا شك تقوم الدعامة الحقيقية لحقوق الإنسان.