عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب وادع اليهود الذين كانوا من بين سكانها، وعاهدهم وأمنهم على أموالهم ومواليهم، ومنحهم حرية الاعتقاد؛ فمن تبع المسلمين منهم فله ما للمسلمين من الحقوق وعليه ما عليهم من الواجبات.
واشترط عليهم أن يكونوا مع المسلمين على من هاجم المدينة أو حارب أهلها، على أن يتحملوا نفقتهم ما داموا محاربين، كما يتحمل المسلمون الإنفاق على أنفسهم كذلك.
ولكن اليهود - كما هو شأنهم - نقضوا عهدهم وخانوا حلفاءهم، وكان أول من خان وغدر بنو قينقاع؛ فأجلاهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن المدينة، وتلاهم في الخيانة والغدر بنو النضير؛ فكان جزاؤهم مثل جزاء من سبقهم.
ولما رأى بنو النضير أنفسهم عاجزين عن منازلة المسلمين في معركة مكشوفة لجئوا إلى التآمر، وراحوا يستعينون بغيرهم من أعداء الإسلام لعلهم ينجحون في الانتقام من النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من المسلمين.