بدأت في الخرطوم الشهر الماضي الدورة التدريبية الثانية لمديري ومعلمي المدارس التكميلية الإسلامية للعام الدراسي الجديد، وقد حضر الحفل د. عبد الفتاح منصور مندوباً عن رابطة العالم الإسلامي إلى جانب ممثلين عن وزارة التربية والشئون الدينية والجامعات السودانية، وهي الدورة التي تقام بمعهد تدريب معلمي المرحلة المتوسطة بميدان المهدية شمال مدينة أم درمان لمدة شهرين..
والجدير بالملاحظة في أمر هذه الدورة أنها تتم تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي..
أما لماذا سميت هذه المدارس بالتكميلية، وما حجم الدور الذي يفترض أن تؤديه في مسار التربية الإسلامية في السودان، وأخيراً ما صلة كل ذلك برابطة العالم الإسلامي..؟
الإجابة على ذلك نقرأها في القصة التالية:
إستناداً إلى مسح تربوي أجري قبل ٥ سنوات بواسطة إدارة التعليم في السودان تبين أنه يوجد في البلاد اليوم ٢٦٢٦ خلوة بها ١٧٠٥٩٥ تلميذا تقوم بمهمة تحفيظهم القرآن الكريم إلى جانب تعليمهم شيئا من مهارات القراءة والكتابة..
من خلال هذه الحقائق الواقعية البسيطة أحس القائمون بأمر التعليم هنا خطورة العبء الذي يقع على الخلاوي في تربية النشء وأهمية الدور الذي تلعبه في تشكيل شخصياتهم، ومن ثم نبعت فكرة المدرسة التكميلية للربط بين النظام التعليمي الرسمي وبين الطريقة المتبعة في تعليم الخلوة، ذلك لأن الأخيرة بمناهجها وأساليبها التقليدية في التعليم قد لا تكون قادرة على إعداد الدارسين فيها وتهيئتهم لمواجهة تحديات العصر بالقدر المناسب..