هو الإمام أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي صاحب السنن. ولد سنة ست وثلاث مائة.
سمع البغوي وابن صاعد وابن دريد.
ومن تلامذته أَبو بكر البرقاني وحمزة بن محمد بن طاهر والأزهري. وخلق.
قال الذهبي:- "سمع ببغداد والبصرة والكوفة وواسط وارتحل في كهولته إلى مصر والشام وصنف التصانيف الفائقة".
قال الخطيب البغدادي:- "كان فريد عصره وإمام وقته وانتهى علم الأثر والمعرفة بالعلل وأَسماء الرجال مع الصدقة والثقة وصحة الاعتقاد والاضطلاع من علوم كالقراءات فإن له فيها مصنفاً سبق فيه إلى عقد الأبواب قبل فرش الحروف وتأسى القراء بعده".
قلت:"وكتابه العلل الكبير يشهد له بالعلم وسعة الإطلاع في أَقوال المتقدمين وأهل عصره".
وقد نسب إلى التشيع لسبب حفظه ديوان السيد الحميري. وهى تهمة ردها الإمام الذهبي رحمه الله.
وهناك مواقف تدل على عظيم شأنه ودقة انتباهه لما يملى في المجالس فمن تلك ما نقله الخطيب البغدادي عن الأزهري حيث قال:" بلغني أن الدارقطنى حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار وقعد ينسخ جزءاً والصفار يملى. فقال رجل- للدارقطنى-: لا يصح. سماعك وأنت تنسخ. فقال: فهمي للإملاء خلاف فهمك. أتحفظ كم أملى الشيخ. قال: لا أَدرى. قال: أملى ثمانية عشر حديثاً. الحديث الأول عن فلان عن فلان ومتنه كذا وكذا. والحديث الثاني عن فلان عن فلان. ومتنه كذا وكذا. ومر في ذلك حتى أَتى على الأحاديث فتعجب الناس منه".