دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع أمر لاحظته عندما أقرأ بعض المؤلفة أو الموضوعة في "تاريخ الأدب العربي"في هذا العصر.
وظهر لي أثناء بحثي فيها أن كتاب "تاريخ الأدب" لا يبالون في كثير من المسائل بالتحقيق العلمي المعتمد على دراسة علمائنا الأوائل الذين حملوا الأمانة العلمية ناصعة مهذبة كما شهد لهم التاريخ العالمي لا الإسلامي فحسب.
وهذه طريقة ومنهج في البحث يؤدي كل هؤلاء الكتاب إلى تغليب "المنهج الغربي"في البحث الذي كان متزمتا في الرأي الشخصي المتطرف والبت فيه ظاهر لمن لم تأسره الظواهر الغريبة البراقة ...
ومن ذلك ما يتواطأ عليه أولئك الكتاب الذين ملأت كتاباتهم في تاريخ الأدب العربي البر والبحر بدون تفصيل وتحقيق في الموضوع من المواضع المحققة قبلهم وهو: وجود ألفاظ من غير العربية في القرآن بتناولهم ذلك مسلما دون إشارة إلى الرأي المضاد لهذا الرأي وهذا يخالف الأمانة العلمية.
وكان هذا التصرف عجبا للباحث لما يعلم من اختلاف العلماء الأوائل وتحقيقاتهم في هذا "الموضوع"الذي يعرضه مؤرخو الأدب في عصر التقدم والتحقيق والمعرفة عرض المسلمات ...!! مع أن هذا المذهب في لغة التنزيل لم يذهب إليه إلا بعض الفقهاء المتأخرين ولم يكن دليلهم فيه ظاهرا فضلا عن أن يكون هو الحق الذي يتناول كما تناول المسلمات في دنيا البحث بلا نقاش وعدم ذكر ما يخالفه كالمذهب الذي يقول:"ليس في القرآن من غير لسان العرب"وهو للمتقدمين واللغويين الذين كان الميدان ميدانهم وهذا المذهب بالأدلة الواضحة مهذبا وبالتوجيه النقدي مدججا..