وسنتناول في السرعة العاجلة الآتية موقف العلماء في الموضوع عن طريق تحليل نقاشهم وآرائهم.. أما تلك الألفاظ التي يدور البحث حولها فلا أذكر منها شيئا ومن أراد بيانها وحصرها فعليه بكتب "علوم القرآن " كالإتقان لجلال الدين السيوطي.
والكتب التي تعتني بجمع "المعرب في العربية" ومكان هذه الألفاظ في التفاسير. فأقول والله المستعان: لا خلاف بين العلماء في أنه ليس في القرآن كلام مركب من ألفاظ أعجمية تعطي معنى مستفادا حسب هذا التركيب.
كما أنه لا خلاف بينهم أن في القرآن "أعلام أعجمية "كنوح وإسرائيل ولوط من غير لسان العرب.
والخلاف إنما هو في ألفاظ مفردة ليست من هذا ولا ذاك فهل من لسان العرب أم من لسان غير العرب؟ كما قال القرطبي في مقدمة جامعه المشهور.
وخلاف العلماء هذا في اتجاهين بارزين: نفي وإثبات ولكل ناصر ومؤيد وقائل.
الأول:
مذهب الجمهور وهو عدم وجود ألفاظ أعجمية في القرآن. وممن يمثله الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه "الرسالة"وابن جرير الطبري إمام المفسرين في "مقدمة تفسيره"والقاضي أبو بكر بن الطيب في كتابه "التقريب". وجل أهل اللغة كالإمام أبي عبيدة وأبي الحسن بن فارس، وهذا هو الذي نصره الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي في كتابه "البرهان في علوم القرآن "فإنه قال بعد قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} قال: وهذا يدل على أنه ليس فيه غير العربية لأن الله جعله معجزة شاهدة لنبيه عليه الصلاة والسلام، ودلالة قاطعة لصدقه وليتحدى العرب العرباء ويحاضر البلغاء والفصحاء والشعراء بآياته فلو اشتمل على غير لغة العرب لم يكن له فائدة، وقال أبو عبيدة فيما حكاه ابن فارس:
إنما أُنزل القرآن بلسان عربي مبين فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول - ذكره البرهان ونقله الجوالقي في المعرب الجزء الرابع.