إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فإن لي معك أيها القارئ الكريم كلمتين أما الأولى: فإن العالمَ مر به أحداث لا ينبغي أنْ تمر دون أن يستفيد منها الناس عبرة لحاضرهم ومستقبلهم. وذلك أن ما يحدث من كروب وبلاء إنما هو بإرادة وحكمة من ربنا عز وجل سببه الإنسان فحدث تأديبا له وتنبيها للآخرين، قال تعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} ، وقال عز من قائل:{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} .
ولنذكر هنا بعضا النماذج فمن ذلك ما حدث من الزلازل الماحقة في كل من الجزائر - مدينة الأصنام- تم في جنوب إيطاليا ذهبت به ضحايا كثيرة من البشر وشرد به كثير من ديارهم وأموالهم. ويتمت أطفال وترملت نساء.
كذلك الحروب المدمرة التي تحدث بين الناس هنا وهناك وتأخذ الكثير من المحاربين ومن الأبرياء. كذلك تزايد صلف اليهود وعدوانهم في فلسطين وفي القدس وتجرؤهم على الآمنين والعزل وانتهاب أموالهم وأراضيهم بين حين وحين كذلك ما يحدث من مجازر بين المسلمين بأيدي الشيوعيين في أفغانستان،.... وإراقة الدماء في لبنان وما حول لبنان.
كل ذلك وغيره مما لم نذكره كثير هو من قبيل ما أشرنا إليه إلا أنني أحسب أن أكثر الناس لم يتعظوا ويأخذوا منه درسا يستفاد منه.