للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في المشارق والمغارب

فضيلة الشيخ عبد الله بن أحمد قادري

عميد كلية اللغة العربية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد:

سبب الكتابة:

فقد رأيت أن أسجل في هذه الصفحات ما تذكرته أو دونته في رحلتي التي أتاحت لي أن أعبر الكرة الأرضية من شرقها إلى غربها، وأن ألتقي في هذه الرحلة بأجناس العالم المختلفة، إما لقاء مقصودا أو لقاء غير مقصود، ولكنه لا يخلو من فائدة يسجل من أجلها. وفي السير في أرض الله عبر لمن اعتبر، وفيه الجديد الإيجابي المفيد، والسلبي الذي يجب أن يجتنب. وهذا هو السبب الذي جعلني أقدم على التسجيل. أسأل الله أن يكون فيه لي أولاً، ثم لشعبي المسلم- في كل أنحاء الأرض- ثانياً ما ينفعنا في ديننا ودنيانا.

وها أنا أروي القصة من أولها:

تردد وترجيح. وسبب:

عرض علي فضيلة نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في الربع الأخير من السنة الدراسية الماضية السفر إلى أمريكا لحضور مؤتمر علماء المسلمين الاجتماعيين في أنديانا.

فطلبت إمهالي لأيام قلائل لأدرس أموري الخاصة وأقرر ما إذا كانت تسمح لي بالسفر أم لا؟ وكانت الرغبة في السفر شديدة، لأني أود أن أرى إخواني المسلمين في البلدان الأجنبية، وكيف يعيشون مطبقين تعاليم دينهم هناك في جو كله عقبات في طريق ذلك التطبيق وأرى أيضاً المجتمعات الغربية وحياتها التي أسمع عنها من أفواه الزوار، وعلى صفحات بعض المجلات والجرائد الإسلامية وغير الإسلامية، وكذلك بعض الكتب التي تتضمن بعض المعلومات عن المجتمعات الغربية قديماً- أيام انحطاطها مادياً ومعنوياً - وحديثاً- في عنفوان رقيها المادي.

لا بد من رفيق: