في العدد المزدوج ١٠-١١ لعام ١٣٩٨هـ من (المجلة العربية) بحث حار بقلم الأستاذ حسن ظاظا- أستاذ اللغات السامية في جامعة الأسكندرية- يتقصى فيه مؤامرات اليهود التاريخية على فلسطين، وقد وفق في عرضه مجهودات مفكريهم الشيطانية لزرع ما يريدونه من تلك السموم في أذهان أجيالهم، حتى استحالت الأفكار أخيراً واقعاً يتمثل في الشجرة الخبيثة (إسرائيل) .
على أن البحث على حرارته وكثافته، لم يخل من عثرات صرفته عن الجادة إلى منعطفات كان خيراً له لو لم يعرج عليها.. ولعل الحافز له على ذلك هو حصره مجال الرؤية في نطاق التصور القومي، فهو يتحدث عن اليهود كجنس يقابل جنساً، وكان الأولى به محاكمة النفسية اليهودية في حدود القيم العليا التي يعتبر اليهود أكابر خصومها على مدى التاريخ، ولو فعل ذلك لتدفقت عليه الأدلة الشاهدة من كل بقعة عبر بها اليهود، ومن كل مجتمع تسلل إليه الفساد اليهودى في الشرق والغرب، ومن القديم والحديث، على السواء.
وكانت النية في كتابة (تعقيب) اليوم متجهة إلى عدد من الأغاليط تعرض لها عدد من المشتغلين في العلم، ولكن شاء الله أن أقع على مقال الدكتور ظاظا هذا في العدد المزدوج، ثم عن تتمته في العدد التالي له، فلا أملك إلا الانصراف إليه، وارجاء ما سواه إلى مناسبة أخرى.
وها أنذا مورد تلك العثرات مع ملاحظاتنا حولها واحدة إثر الأخرى: