يسرف بعض الناطقين بالضاد في استعمال كلمات تجافي القواعد والأصول التي أرسى أساسها السلف وأودعوها أمات المراجع وأمهات المعاجم، وما أجدر الخلف أن يترسم خطاهم في التزام ما دوّنوا حفاظا على هذا التراث الخالد المتدفق من ينابيع القرآن تسيل بها أودية بنت عدنان في العالمين والتي باها أفصح من نطق بالضاد، ولنا فيه أسوة حسنة في تقويم الألسنة، وقديما قيل:"لو استقمتم لاستقامت ألسنتكم"، حكمة بالغة فما تغني النذر.
من ذلك التعدي في ثوب مهلهل من التحدي ما تطالعنا به الصحف السيارة من أخطاء لغوية يضل فيها الساري سواء السبيل في اللغة العربية، وخليق بالصحافة وهي من وسائل الإعلام الباقية ألا يعول لها ميزان في تنقية الأساليب مما يرنق صفوها وينأى بها عن الجادة.
وإني أسوق للقراء الكرام قلاّ من كثر على سبيل الأمثلة لا على سنن الحصر والاستقراء مبينا وجه الصواب فيها رجاء الحرص على التزامه لأنه الحق والحق أحق أن يتبع.
من ذلك جمع الكلمات (مكتوب، مشروع، موضوع، مفهوم) وما أشبهها مما هو في المفرد على وزن مفعول جمعا يأباه الكتاب وتنفر منه السنة حيث نرى جمعها خطأ على (مكاتيب، مشاريع، مواضيع، مفاهيم) على وزن مفاعيل، وهذا الجمع وبالتالي هذا الوزن ليس لها ولا لأشباهها لأنه لم يسمع عن العرب الألى نحن من جلدتهم ونتكلم بألسنتهم، وإني إذ أنقل ما نصّ عليه فحول العلماء وهم قدوتنا بعد الأنبياء آمل أن نسير على دربهم ليتصل حبلنا بحبلهم.
قال العلامة الصبان في حاشيته على شرح الأشموني لألفية الإمام ابن مالك في أعقاب باب جمع التكسير عند قول الناظم [١] :