للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جوانب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

الدكتور عبد الباقي علي قصة

أهم ما يميز الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، وهي رسالة الإسلام إنها تاريخية جامعة كاملة عملية، أما أنها تاريخية، فلأن التاريخ لم يقف عند حد تدوين سيرته، بل تناول كل ما يتعلق به من جميع النواحي، وحفظ الله ما نزل عليه من آيات القرآن الحكيم. .

ووقف جماعة من المسلمين حياتهم منذ العصر النبوي على حفظ أقواله وأفعاله وتقريراته، فكان رواة الحديث والمحدثين وأصحاب السير طبقات من الصحابة والتابعين، وتابعيهم حتى نهاية القرن الرابع من الهجرة، فلما اكتملت السنة جميعا وكتابة وتدوينا، كتب العلماء سير هؤلاء الرواة من الصحابة فيما عرف بعلم الرجال، وكانت هذه الرسالة كاملة لأنها شملت جميع أطوار حياة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ البعثة، فحياة محمد منذ بعثته إلى وفاته معلومة، وهو في حياته، لم يحتجب عن عيون قومه، وقد روى التاريخ من سيرته اشتغاله بالتجارة وكيفية زواجه، ثم علموا حاله بعد أن نزل عليه الوحي، وحين واجههم وحين خالفوه، وعرفوا جهاده في سبيل إعلاء كلمة الله، وبذله النفس والنفيس في سبيل تبليغ دعوة الإسلام، وقد جمع علماء المسلمين من شؤون حياة النبي وأحواله حتى لم يبق شيء لم يذكروه، فقد "وصفوه في قيامه وجلوسه ونهوضه من النوم وهيئته في ضحكه وابتسامه وعبادته في ليله ونهاره" [١] ووصفوا حياته العائلية، وطهارته من الغسل والوضوء. بل أنهم تحدثوا عن هديه في تناول الطعام والشراب وركوب الدواب والبيع والشراء والتعامل مع الناس ومع أهله [٢] وتناولوا المأثورات من أدعيته [٣] .