إذا كان بين عظماء الرجال نماذج من دعاة الحق والخير صالحون فإن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمامهم وقدوتهم في كل كمال كانوا عليه ودعوا الناس إليه.
فمن هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
إنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ابن كعب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظير بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر بن معد بن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام.
ولد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بدار أبي يوسف، ولدته آمنة بنت وهب بن زهرة بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. ولدته صبيحة يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل الموافق لأغسطس عام (٥٧٠) ميلادية. مات والده عبد الله بن عبد المطلب وهو حمل في بطن أمه، فكفله جده عبد المطلب وماتت والدته وهو ابن ست سنين، فحضنته أم أيمن جارية أبيه، ومات جده عبد المطلب فكفله عمه أبو طالب.
مظاهر الكمال المحمدي
إن الكمال في محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي عليه وصف، ولا يمكن أن يوضع به كشف، فصفاء نفسه التي أشرقت بنور الله فكانت كأصفى مرآة قد انعكست عليها مظاهر الكمال البشري كله، حتى كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال في كل كمال، وبذلك قدم لإمامة الأنبياء، وجعل قدوة للمؤمنين.
وها نحن نذكر بعض جوانب الكمال المحمدي ليورد عليه الطالب الداعي قلبه، ويحيله بخاطره فيحصل على طاقة من الكمال النفسي ما يكون عوناً له على حمل رسالته، وأداء واجب دعوته التي تحملها بإيمانه وعلمه.