للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأدب العربي في الميزان

للدكتور شوقي عبد الحليم حمادة

أستاذ الأدب بكلية اللغة العربية

الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. عبد الله ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه.. وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.

يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} ، سورة الذاريات الآية ٥٥.

وعن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: "ألا كال شيء ما خلا الله باطل" وفي رواية: "أصدق كلمة" متفق عليه.

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشعر بمنزلة الكلام؛ حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام".. أخرجه البخاري في الأدب المفرد، والدارقطني في سننه.

في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الأمة الإسلامية تتطلع شعوبها المجاهدة إلى كل زاوية، وإلى كل اتجاه عساها أن تبصر ومضة من هنا أو إشعاعة من هناك، وليس شيء يلهب عزائم الجموع ويؤجج مشاعر الملايين كالتذكير بالمثل العليا والنماذج الرائعة للسلف الصالح، وربط الأمة بماضيها المشرق الزاهر وتراثها المجيد.

ومما لا ريب فيه أنّنا عندما ننظر نظرة فاحصة في عمق الباحث وتفكير العاقل المتدبر - على امتداد الوطن العربي الإسلامي - نجد أن غثاء كثيرا أوجده الفكر الدخيل في مجرى الفكر العربي الإسلامي الأصيل، ويتضح ذلك في المذاهب الفاسدة المنتشرة: (الماركسية والعلمانية والليبرالية.. الخ) ، وهى مصطلحات ترتبط ارتباطا وثيقا بالسياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم، مأخوذة من أيدلوجيات ونظم غربية تتناقض تناقضا شديدا مع مفاهيم وأصول الفكر السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي الإسلامي، وإن كانت تلتقي معه أو تختلف عنه بصورة أو بأخرى.