للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قطرات من الضوء في رحلة قلم

لفضيلة الشيخ عبد الحميد ربيع

عندما تزدحم الأفكار في ذهن الكاتب، وتتكاثر التجارب أمام رؤيته الوحدانيّة, يحار, أيّها يأخذ, وأيّها يدع. وكل فكرة تطل بعينيها، وتدعوه أن يبدأ بها. وكل تجربة تتحرك أمامه, وتعرض أنواعها وألوانها, لعلها تأخذ مكانها إلى عالم النور, حيث تكون أول ما يعانق سن القلم، وينساب على أسلاته. بيانا أخاذا رائعا.

والكاتب ينظر ويتأمل, وبين هذه النظرات والتأملات يتوقف القلم ويختفي إشراق العبارة بين أمواج الفكر وتيار الوجدان.. ومن هنا يلجأ إلى طريق صريح مريح, هو أن يطلب إلى قلمه أن يحدِّثه، وينقل إليه بعض رحلاته وجولاته في عالم الفكر والحياة.

وهذا ما دار بيني وبين القلم, وما قصّهُ عليّ من إشراقه وانطلاقه, أتحدث به إليك أيها القارئ الصديق.

قلت لقلمي والأفكار تتصاعد إلى خاطري، والأحاسيس تتوافد على وجداني, فأدفعها دفعاً, وأصدّ تيّارها العارم المتدفق في رفق وأناة..

قلت: يا قلمي الحبيب, إني لا أريد أن تنهل مني, ولا أن تأخذ عني. قال القلم: ماذا تريد إذن؟

قلت: أريد أن تتحدث إليّ, وأن تحمل إلى سمعي كيف كنت؟ وكيف رحلة الضوء في حياتك, وأنت تتحرك مع الإيمان, وتنتقل مع قصة الإنسان؟.

قال القلم: إذن سأختار لك قطرات من الضوء, أحملها إلى فكرك ووجدانك حتى أذكرك كيف كنت, وكيف كان لقائي المضيء الجريء مع الأدباء والشعراء.

اسمع يا صديقي لقد كان القلم الأعلى أول شيء خلقه الله، وقد أمره الله أن يكتب, فكتبَ القدر, ودوَّن في تلك الساعة ما كان وما هو كائن إلى الأبد, وقد تحدّر إليّ نوره وفكره, وهأنذا أحدثك بلسانه, قلت: وكيف؟ قال: ألم تقرأ ما قاله الوليد بن عبادة ابن الصامت؟.