علاقة المعسكر النصراني الصليبي بالمسلمين عبر التاريخ ومنطلقاتها الأساسية
بقلم فضيلة الشيخ زهير الخالد
المدرس بالمعهد الثانوي بالجامعة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
لقد قامت - عبر التاريخ - علاقة بين المسلمين وبين المعسكر النصراني الصليبي فعلى أي أساس قامت هذه العلاقة؟
هل قامت على أساس المحبة والإخاء في الإنسانية كما يقال: وعلى التعاون المشترك على ما ينفع الطرفين بلا أحقاد ولا أضغان ولا استغلال ولا استعمار، على اعتبار أن بيننا وبينهم صعيداً مشتركاً من الإيمان بالله تعالى والدار الآخرة - كما يقولون -؟
أم قامت على أساس العداء والكره والتعصب والأحقاد والحروب الدامية؟
وما هي الأسباب الجوهرية لتلك الحروب الدامية التي كانت بيننا وبينهم؟
وهل هذه الأسباب أصيلة أم عرضية يرجى زوالها؟
أم قامت على هذا تارة وعلى ذاك تارة أخرى؟ أم على غير ذلك كله؟
ثم ما هي الحال التي آلت إليها هذه العلاقة اليوم؟ وهل هي متأثرة فيما كان بيننا وبينهم في الماضي؟ وما هو مدى تأثرها؟ أم أنها بنت اليوم لا أثر للماضي فيها ولا سلطان له عليها؟
ثم ما هي نظرة المعسكر النصراني الصليبي اليوم لنا، وما هي منطلقاتها الأساسية؟ وهل تستوي دوله وشعوبه وهيئاته ومؤسساته وكنائسه ورؤوسه في نظرتهم إلينا أم يختلفون؟ وإذا اختلفوا فما هو السر في ذلك؟