للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحث في صيغة أفعل [١]

بين النحويين واللغويين واستعمالاتها في اللغة [٢]

لفضيلة الدكتور مصطفى أحمد النماس

المدرس بكلية اللغة العربية – جامعة الأزهر

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين خالق الألسن واللغات واضع الألفاظ للمعاني بحسب ما اقتضته حكمه البالغات وأصلي وأسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه رحمة للعالمين واصطفاه بلسان عربي مبين، وجعل فصاحته في ربوة ذات قرار ومعين وبعد فقد جاءت صيغة أفعل في اللغة العربية متداولة في الاستعمال في أغراض شتى وأنواع متعددة فجاءت فعلا متعدد المعاني مما جعل العلماء يعنون به ويؤلفون فيه كتبا كثيرة تحمل هذا الاسم (فعلت وأفعلت) أو (فعل وأفعل) فألف فيه أبو زيد الأنصاري المتوفى سنة ٢١٦ هجري (وقيل سنة ٢١٤، ٢١٥) وأبو عبيدة المتوفى سنة ٢١١ هجري والأصمعي المتوفى سنة ٢١٥ هجري والفراء المتوفى سنة ٢٥٧ هجري وثعلب في فصيحه المتوفى سنة ٢٩١ هجري والزجاج المتوفى سنة ٣١١ هجري وأبو علي القالي المتوفى سنة ٣٥٦ هجري، (والآمدي المتوفى سنة ٣٧٠ هجري وكمال الدين بن الأنباري المتوفى سنة ٥٧٧ هجري وابن مالك المتوفى سنة ٢٧٢ هجري وفي أدب الكاتب لابن قتيبة المتوفى سنة ٢٦٧ هجري فصل خاص به من شرح الجواليقي المتوفى سنة ٤٦٥ هجري وفي المخصص لابن سيدة المتوفى سنة ٤٥٨ هجري فصل خاص به، وقد عنى بصيغة أفعل في نهاية كل باب (الميداني المتوفى سنة ٥١٨ هجري في كتابه مجمع الأمثال) ومن يمعن النظر في هذه الكتب يلاحظ العناية بهذه الصيغة نظرا لما يستفاد منها من المعاني المتفرقة، ويلاحظ أنها جاءت اسما وصفة وعلما واستعملت في تراكيب شتى كالتعجب وأفعل التفضيل. وربما بعض الأفعال أدى وظيفة خاصة به كأصبح وأمسى من أخوات كان وأعلم وأرى من أخوات ظن لكنهما ينصبان مفاعيل ثلاثة وبعض الأسماء والصفات له علاقة ببعض الأبواب في النحو كباب