كثيرا من المراجعين في هذه الأيام يأتيني وهو بحالة رعب وخوف قائلا إنه ذهب إلى أحد الأطباء وقرر له عملية الزائدة الدودية. وهذا المريض يريد أخذ رأيي في هذا الموضوع. فمسألة لزائدة الدودية مسألة بسيطة للغاية حيث كانت بالفعل بالماضي مسألة خطيرة ولكن الآن وبعد أن تقدم الطب ووسائله أصبحت عملية الزائدة من أبسط العمليات وتنتهي في نضع دقائق فقط ونتائجها سليمة من المضاعفات تقريبا وهذا يتم إذا تواجد الوعي والاعتناء بالمريض وتقدم الوسائل والإمكانات، وإليكم الآن بعض المعلومات عن التهاب الزائدة الدودية المسمى كذلك التهاب المصران الأعور وعن مضاعفاته وأخيرا عن علاجه.
يحدث هذا الالتهاب في ثلاثة أشكال وهي شكله الحاد متكررة ونادرا ما يكون التهابا مزمنا. ولنتكلم عن الالتهاب الحاد وهو أكثر الحالات الجراحية في منطقة البطن ويندر حدوثه في العامين الأولين من العمر وما بعد الستين كذلك ويكثر في العشر سنوات التالية لسن البلوغ. وتكثر نسبة الإصابة بعد البلوغ عند الذكور دون الإناث ومن الغريب أن يحدث بكثرة عند الطبقات المرفهة من الشعب وتقل في الطبقات الفقيرة.
ويرجع السبب في الالتهاب الحاد إلى انسداد في فم المصران الأعور فيزداد الضغط الداخلي للمصران وبهذا تفسد الدورة الدموية للمصران.
ويختص هذا المصران بالصفات التي تتحلى بها باقي الأمعاء من حركة، وإفراز وامتصاص ولكن لقلة العضلات الموجودة في هذا المصران فإن تفريغ محتوياته يكون بطيئا ومقابل ذلك تكون نسبة الامتصاص عالية. ونتيجة ذلك هي تكون الحصى داخل المصران وهذا يؤدي إلى الاحتقان والانسداد والنتيجة بالطبع هي الالتهاب بالمصران.